عندي حكايا لليالي الشاتية
يا غايتي يا حُلوةَ الموّال
جارَ الزمان عليّ في موّاليَ..
عندي مصابيح السماء
تلك التي شهدت علَي
أني مشيت وثم تُهتْ
وثم من عينَين رُحتْ
أُروى الصبابة من يدَي..
عندي حكايا عن نبوآتي العديدة
من ألف عامٍ أو يزيد!
من قبل أن أَرِدَ القصيدة..
كان الصباح هو الصباح
والليالي هي الليالْ
والقلبُ ما عرف الصبايا
أو تمادى في السؤالْ..
كانت سمائي، يا جميلةُ، يستبدّ بها السكون
والناي في صدري مقيمٌ
لا اشتياق ولا شجون
هادئٌ لا تَوقَ عندي أو تراتيلٌ لدي
حتى أتى نيسان..
أواه من نيسان ومنه إذ ألقت علي
فيه المليحةُ سحرها..
وبَنَت بِرُكن القلب وجدًا
لا يكون سوى لها
فغَدَتْ بكل براءةٍ في شدوِ شاعرها الأسير
عيناهُ والدنيا ونور هزيعهِ إذ يستنير
حتى تلتهُ الأغنياتْ.. وحكتهُ أنسامُ العبير
وعلى روايتهِ تسمّر كوكب الليل الأخير
ماضٍ يُعيد ويُبدئ المعنى ويسأل في شقاء:
أَسمعتَ ترتيلي بحَلقِ الليل؟
أتلوتَ أشعار المساء؟
قد ضاع دفء الصبح..
من يشتري مني الشتاء؟
من يشتري مني الأغاني والقصائد والليال؟
من ألفِ عامٍ أو يزيد.. من قبل أيامي الثقال
عندي سؤالٌ يا جميلةُ زارَ أحلامي الطوال
عيناكِ أم سحرٌ أطلّ عليّ في لمح الخيال؟
