وقفتُ يعمدني صلفُ الجحود، و يقوّضني خجل المتَّهم، تنهض بي إليكَ لذعة الشَّوق، و تقعد بي عنك جائحة المَوْق.. أتيتُك يأكلني حيائي من طول مدافعتي لعفوك، و هربي منك، و علمي ألّا ملجأ منك إلا إليك.. جئتك مجرجرًا خلفي من الخطايا ما لا يُرى آخره، ما لي من حُسن العمل إلا حُبك والخوف منك. وقفت …
الترتيلة الثانية
التيه كان هو البدايةالتيه عنوانُ الحكايةوالحكاية أتعبتني يا صبيةأرسلتني هائما في الشام في بغداد في الأرض القصيةفمتى يعودفتاكِ من دنيا التمني والهيام؟ ولمَ الملام؟يا غاية الأمل البعيد من الأنام.. لمَ الملام؟فلقد رآه الليل يغرق في الهمومحتى تحادثَ والنجومعن هائمٍيلقي له الكون الفسيح الأغنيات..عن تائه في السيردونهُ مهجتي والأمنيات..عن مُسرع في الخطوتشكو منه أرصفة المدينة..عن شاعرٍ تعِبٍ …
الترتيلة الأولى
اليومَ أشهد أن من تلك العيون،أرقٌ يجولفي صدر شاعرها كثير الشوق ذو القلب الخجول فاليوم أكتبني وأكتب في الجميلة..هل تسمعُ النايَ الجميلة؟ من قلبيَ المجدولِ من ورق الخميلة؟يحكي عن الشوق القديم عن المساء يوم التقينا.. أواه ما أحلى اللقاء هل تاه الطريق؟ قلب الفتى المدفون في البيت العتيق؟الوصل يطلب؟ والسهادُترتيلة في الليل تسألُ: من يجيب؟فيفزّ شاعرها الحبيبلبيك يا سُكْرَ الأنام لا يهدأُ …
من رسائل الفتى سُفيان إلى مريمة | الثانية
“اليوم هو الرابع عشر من أبريل..لقد مضى يومان على لقائنا الحلو يا عزيزتي.. أو ربما يجب أن أقول أنه قد مضى يومٌ وأربعة عشر ساعة على وجه التحديد.. واسمحيلي أن أكون دقيقًا أكثر في وصفي للوقت والمكان.. التقينا في مكاننا المعتاد بعد ظهيرة يومٍ مشمس لم يكن يوحِ بأن أمرًا حُلوًا على وشك أن يحدث.. …
من رسائل الفتى سُفيان إلى مريمة | الأولى
“لكن يا مريمة أعرف أنني أبدو هادئًا جدا.. لكن ما نفع أن أكون هادئًا من الخارج، وفي رأسي عشرات الأفكار التي تتنازعني طوال الوقت؟.. لن أكذب عليك، نعم سأُفضل أن أُوصفَ بالهادئ على أن أُوصفَ بالثرثار أو الصاخب مثلًا.. لكن بحق الله هل كان الناس ليمتدحوا هدوئي المفرط لو اطلعوا لخمسةِ ثوانٍ على ما يدور …
كان العشم أكبر
يحدثُ أن تُلقي في قلبكَ الحياةُ من إذا غابَ استُفقِد، وإذا عَبسَ استُبسِم، وإذا أخذَ على خاطرهِ استُرضِي، وإذا قَطعَ وُصِل.. ثم يَحدثُ أن تراودكَ الشكوكُ حولَ مكانِكَ عنده؛ فتدفعكَ لغيابٍ أنت تكرهه ولا تطيقه.. تبدأُ بعَدِّ الليالي من تاريخ غيابكَ المُصطنع قبل أن تخلدَ إلى النومِ في كُلّ ليلة، ولا يخلو هذا الطقس الدخيل …
كعُصفورٍ في المطر
تكاد مشاهد الأفلام التي أمر عليها فتعلق في ذاكرتي وأحفظها عن ظهر قلب لا تُحصى من كثرتها.. ولعل عادتي في إعادة الحوارات التي تعجبني مرارًا وتكرارًا قد بنَتْ مكانًا في ذاكرتي يمتلئ بأحاديث الأفلام وشخصياتها.. وما إن ألج إلى هذا المكان، حتى تراودني عشرات المشاهد والحوارات التي تأثرت بها حتى أصبح عندي نوع من الوعي …
عِشرونَ عامًا وعامان: ميراثُ رحلةٍ لم تكتمل بعد.
تعاقبت عليّ مراحل من النضج وصوره.. ولبست أثوابًا من القناعات وخلعت أثوابًا.. وبنيت لي قلاعًا من المسلّمات والقيم، ولم أزل بي أهدمُ وأبني غيرها.. وتواتر على وعيي جمعٌ غفيرٌ من الأفكار والآراء والرؤى، فلم أفتأ أُجيل النظر فيها فأرد بعضها وأقبل بعضها، أو أقف موقف المحايد أو غير المهتم من بعضها.. فلم أرسُ إلا على …
متابعة القراءة "عِشرونَ عامًا وعامان: ميراثُ رحلةٍ لم تكتمل بعد."
عِرفانٌ في بداية الطريق
إلى الأصدقاء الذين لطالما احتفوا بنُصوصي المتواضعة وتلقفوها بحُسنٍ ورحابة صدر .. إلى سائق التاكسي "العم أبو أحمد" الذي أنهى حديثه اللطيف معي بعدَ أن سمع بعضًا من محاولاتي الشعرية الخجولة بقوله "دا إنتا باقي تشاور على دار النشر اللي إنتا عاوزها وتطبع ديوانك الأول" .. إلى أبي الذي لم يزل يُروّيني الشّعر في صِغري …
